Wednesday 6 December 2017

ه - آثار الإيمان باللوح والقلم

الإيمان باللوح والقلم ثأثير في حياة المسلم. ونطق التالي هو من آثار الإيمان باللوح والقلم







د - الإنسان بين الجبر والاختيار

نحن دائما نفكر هل هناك الجبر والاختيار على الناس؟ 




        الله قدر الأقدار وقضى ما يكون في العالم قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.[1] قدر الله كل شيء وسبق علمه بكل شيء. قال الله تعالى في كتابه العظيم: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾[2]. على رغم من ذلك، قد اختلف الفلاسفة وأهل الملل من قديم في باب أفعال الإنسان. بعضهم يتسألون ويجادلون، هل الإنسان مختار في أفعاله أو مجبر؟ هل الإنسان مخير أم مسير؟ ومن هنا، ظهر الرأي المختلفة  عند أهل الفلاسفة وأهل العلم  في حالة أفعال الإنسان وعلاقته بقدر الله.
فالتعريف للجبر والإختيار:
                              i.           الجبر: الجبر أو التسيير هو التصرفات وأفعاله الإنسان الذي يسيطر عليه مثل الحياة، والموت واختار الوالدان وما يقع على الإنسان لا يستطيع أن يره وهو غير محاسب عليه.
                           ii.            الإختيار: الاختيار يعني بأن الإنسان يسيطر هو علي أفعاله مثل في اختيار الإسلام أم دينا لآخر، أو في اختيار أن يكون طبيبا أو معلما.




[2] سورة القمر الأية 49




فبعد ذلك، نذهب إلى أقوال والآراء عند أهل الفلاسفة وأهل السنة والجماعة عن أفعال الإنسان. هل الإنسان مخير أم مسير. ونأخذ أقوال عند القدرية والجبرية وأهل السنة والجماعة.
v  القدرية
القدرية أو يطلق أيضا عليهم المعتزلة، قد فرطت في إثبات القدر. المعتزلة أخرجت معاصي وقبائح من أفعال الناس من دائرة ما أراد الله تعالى وخلقه. وهم قالوا: "إن الله جل شأنه لم يشأ ضلالة الضالين، ولا معصية العاصين ولم يخلقها، بل لم يخلق شيئا من أفعال العباد الاختيارية، وجعلوا الإنسان هو الذي ينفرد بخلق أفعال نفسه ولا شأن الله بها إرادة ولا خلقا"[1]. المعتزلة تقول بأن الله ليس له سيطرة على أفعال الإنسان وكأنهم ينسب كل التصرفات الإنسان على الإنسان نفسه.وبالإضافة إلى ذلك، تكون عند المعتزلة بأن الطاعات والمعاصي وحسنات والسيئات كلها من خلق عباد أنفسهم.
v  الجبرية
عند الجبرية الذي مقابل بالرأي من القدرية وهم فرطوا وغلوا في رأيهم في الكلام عن القدر. قد أنكر الجبرية وقالوا بأن الإنسان فاعلا لأفعاله الإرادية وأن تكون له مشيئة في أفعاله. وإنما الفاعل لأفعال العباد هو المريد من الله. الإنسان لا يبرز شيء في الكون من العدم إلى الوجود إلا بمشيئة الله وقدرته المنفردة.[2]
فالإنسان ليس لديهم محلا لأفعاله وهو يجري كما يجريه الآلات. وبذلك الجبرية يرون الإنسان مجبورا ومسيرا بحيث لا إرادة له ولا قدرة ولا اختيار. وقد غلا بعضهم بالقول: " (( إن حركاته بمنزلة حركات الأشجار إذا هبت عليها الريح")).
v  أهل السنة والجماعة
وثالثا، نذهب إلى الرأي عند أهل السنة والجماعة في أفعال العباد.يكون أهل السنة والجماعة متوسطا بين رأي عند القدرية والجبرية. اعتقد أهل السنة والجماعة بأن الله هو خالق لكل شيء وكذلك بأفعال العباد وهو من الله وفي وقت نفسه الإنسان له السيطرة والإختيار في أفعالهم[3].

وخلاصة القول، نعلم بضرورة العقل والحس، والأفعال اختيارية تستند إلى إرادتنا وقدرتنا. إذا نريد الحركة باليمنة لم يقع اليسرة، وإذا نريد أن نأكل الأرز لم نأكل التراب وإذا نريد أن نصلي في المسجد لم نذهب إلى الإحانة. فبذلك، علينا الإختيار في حركتنا وليس مثل الالات كما ادعى الجبرية. ولكن، وفي الوقت نفسه وما زلنا ننسب القضاء والقدر وما حدث في حياتنا إلى الله تعالى لأننا مخلوق وهو الخالق الواحد.





[1]  القرضاوي، د. يوسف (2001م)، الإيمان بالقدر، ص 27، ط2، المكتب الإسلامي، بيروت/ دمشق/ عمان.
[2]  القرضاوي، د. يوسف (2001م)، الإيمان بالقدر، ص 27، ط2، المكتب الإسلامي، بيروت/ دمشق/ عمان.